تخرج من كهف الماضي..
تقف بكامل هيئتها؛ غليونها الطويل، وحليها الفضية، وسواد ثوبها، وتلك الدماء التي تكاد تنفر من عروقها، مع نظرة تتحدى، وسمرة تتبدى خليطا من طينة الأرض، وحمأة الشمس!!
"والتين والزيتون.."..
ولهفة تصيب القلب..
وحنين معتق، وذاكرة لا تمحوها عقارب ساعة الزمن، كأنها عناقيد معلقة في سقوف الروح، تبقى تتلألأ كما نجمة ضحى لا تغيب.
هي لحظة مشتهاة.. آنذاك.. حين حدقت العيون بدهشة الكاميرا، ذات زمن مضى.. عمّ الدفء والحنين، ثم كانت تلقائية الحالة: كَراسٍ من خشب وقش.. الحاكي يعبق بالموسيقى..
شمالا ترتحل العين نحو أرض "الحمراء"..
هناك على مسافة قريبة من لهفة التوق للمعاني الأولى حيث الأبجدية البكر للأرض، تقع قرية الحمراء بين الحدود الشمالية، وبين ما تبقى من قرى ومدن الأردن، وهي من على مرتفعاتها