مدينة الفحيص-حديث الشوق.. أيقونة المحبين
الفحيص: حديث الشوق.. أيقونة المحبين
لها التحيات الطيبات..
ولأهلها، وتفاصيلها، وأمكنتها، وذاكرتها، وتاريخها، كل إجلال، مرصع بحقيقة قول “يا شقيق الروح من جسدي”.
وهي الفحيص، أبدأ بتبادل البوح فيها، وقد تأخرت عن كتابتها، كأنني أحرص على زيارتها عشرات المرات، وقد كان هذا، قبل أن أعتّق الحكاية، لأتجرع كأس الاستذكار ثمالة، بعد ثمالة، وأزيد بتقطير ما فاض من سواليف خيرها، وتعاليل أهلها، وحمحمة خيلها، ليكون المقال بمستوى المقام، فهناك “صبيان الحصان” الرجال، ووادي الريح بوابة تفضي الى زينة التلال، والبساتين عناقيد نبض الجمال.
فلتكن الكتابة الآن، عن الفحيص، لا ككل تدوين كان: طرقة أولى على جدار ذاكرة نبع العلالي.. طرقة أخرى على أجراس الكنائس، طرقة محبة على حجارة الدور التي أعشقها، طرقة حنين على تفعيلات الشِعر التي سرّحت شعر الصبايا، وطرقة تلو طرقة لتكون سيمفونية أعشقها، كل زمن يعلو ايقاع ترنيمتها أن “حيّ على الجمال”.
الرَبّة الحارسة
وللفحيص رَبّة عمونية التاريخ، كنعانية الهوية، أسميها ربة الفحيص، وهي ترافق البلدة في كل تجليات حضورها، وتلفّها ببركتها وحمايتها، ربما أتخيلها هنا، لكنني أعرف أن لكل البلدات الفاعلة الحاضرة رباتها اللاتي يحرسنها، ويظللنها بأجنحة حظوظها، ولذا فلا بد أن للفحيص ربتها التي ترعاها وتحفظ ذاكرتها المتجددة.
ها أنا أناجي ربة البلدة، فتتراقص الحكايات والذكريات أمامي بوحي من لدنها، تبعث؛ مرة موالا يشجي السامعين، ومرة (عالأوف مشعل..)، ودحنونا، وشيحا، وحناء.. تحنو علي ربة الفحيص، تنفث لهفة الشوق حنينا ولا ترحل، تنظر حائرة بين اسفلت طريق العاصمة الزاحف اليها، وبين عفّة حجارتها القديمة، وبكارة كرومها، وسماحة أبوابها العتيقة، وهنا تأتي الأغنية ومعها دعوات المحبين: (هالأرض كلها بيوت/ يا رب خلّيها مزينه ببواب/ ولا يحزن، ولا بيت/ ولا يتكسر باب).
حديث المشتاق
زينة المدن هي الفحيص .
ربتها ترفرف أجنحتها عن طيب صليب ، ونقاء مسيح ، فتنقش سيرة المدينة بدءا من الإسم ، وانتهاء بفتنة الإسمنت ، بينما الملائكة رقيب عتيد على تلالها يسطرون ما يرون ، ويهمسون ، لذؤابات الشجر بلغة الريح، ما يسمعون، وربة الفحيص ترقب عن نبض رضا حديث الملائكة، وسواليف الطيبين!
وأنا المشتاق أسير إليها باحثا عن بوح يناجيني فيها كلما زرتها؛ مرات كثيرة زرتها، أتبع الدرب الذي أعشقه، من عمان مرورا بصويلح، وحين أصل دوار الكمالية، نهاية صويلح، أتجه يسارا، وأشجار تحف الطريق، سأمر أمام الاصطبلات الملكية، وعلى المرتفعات تطل القصور من هناك، والبساتين تلوح لي بزيتونها وعناقيد عنبها وفاكهتها.. أتابع حتى أصل الدوار الذي معماره يعانق كلمة الفحيص.
سأزور كثيرا من الأصدقاء هناك، لكن هذه المرة ينتظرني الصديق الشاعر عماد عادل ناجي الداوود (أبو عادل)، والشاعر عيسى توفيق نقولا طحيمر الصويص (أبو ميشيل)، ليكون، معهما، مفتاح البدء للحديث عن جوانب كثيرة من ماضي وحاضر البلدة، وأتصفح بالكتب والمراجع أيضا لتعينني على هذه المهمة، وها أنا أبدأ.
تداعيات الإسم
ها أنا بين صديقين شاعرين، والكلام ينداح تلقائيا، بكل حنين، وهنا البداية من تتبع سيرة المكان، من خلال الاسم أولا، إذ يقول الرواة أن اسم الفحيص مشتق من فحص، وتفحيص، ومعناها الذي يبحث عن عيب جاره لمعرفة أسراره، لكن الذاكرة الشعبية تحيل الإسم الى فاحص الطريق الذي كان يقف ساهرا على مرتفعاتها، وأبراجها، فاحصا ومراقبا أي عابر طريق، مترصدا الأعداء قبل أن يقتربوا من المدينة.
ويذكر الباحث ركاد نصير في كتابه “المعاني اللغوية لأسماء المدنة والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية” حول معنى الفحيص التالي: “الفحيص.. الفحص: كل موضع استوى من الأرض أو كشف من نواحيه وبسط. ومنه: فحص الأردن”
كما يشير الباحث محمود سالم رحال في كتابه “المشترك السامي في أسماء ومعاني المدن والقرى الأردنية”، إلى أن “الفحيص بالسامي المشترك بمعنى (المدخل). (فوهة الجدار. فتحة الجدار). تقع جنوب شرقي السلط. والاسم (الفحيص) مركب من (ف+حيص). وبالسامية فم، فتحة، ثقب، ثغرة، فوهة، مدخل. وبالعربية الفوهة: الفوهة من الوادي، والطريق: فمها. ومركب من حيص: جدار. جدار مشترك”.
ويشار الى أن كلمة الفحيص تعني الحصن المنيع أو عش النسر، كما أن هناك رأي يقول بأن اسم الفحيص مأخوذ من الفحص بمعنى البحث، وقيل أن الرومان أقاموا مركزا جمركيا لفحص البضائع القادمة من فلسطين ومصر الى عمان عن طريق وادي شعيب في الموقع هذا، فسمي الفحيص.
أحواض وأمكنة
وما زالت ذاكرة الأهل في الفحيص تحفظ أسماء الأمكنة فيها، كما كانت قبل عشرات السنين، فهناك عراق أبو سميران، وعراق سعيد، وتينات الزريعي، واربح الهوى، وأبو ذيب، ودير الروم، والبساتين، والكساير، والعبية، والدير (الهيش)، والحمر، والمعنية بير شلقمان، وأم النعاج، والقعرتين، والرهوة، والبلد، والعلالي، والميدان، وجورة النحلة، وغيرها من تفاصيل جسد المكان وعبق تجلياته.
وهذه الأمكنة نجد كثيرا منها حاضر عند رصد أحواض الفحيص، وأسماءها، ومعانيها، والتي وثّقها الباحث ركاد نصير في كتابه “المعاني اللغوية لأسماء المدنة والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية” على النحو التالي: “حوض المندسة: اندسّ: اندفن، واندسّ له: تجسّس يأتيه بالنمائم. حوض القعرتين: القعرة: جوبة تنجاب من الأرض وتنهبط فيها يصعب الانحدار منها والصعود منها. حوض الحُمَّر: الحُمّر: ضرب من الطير كالعصافير؛ أو هو معدن جوهره لمّاع، جاف سريع التفتت، ويسمى عند العرب صمغ الجنائز لأنه يستعمل في تحنيط الموتى (وهو الاسفلت). حوض أم الخِرَق: الخرق جمع خرقة وهي القطعة. حوض السقيرية: السقرة: البعيد، وسقرات الشمس: شدة وقعها. حوض الرهوة: الرهوة: المكان المرتفع والجبل؛ أو شبه تل صغير يكون في متون الأرض وعلى رؤوس الجبال، وهي مواقع الصقور والعقبان. حوض عبية: العُبَيَّة: فرس لهم نجيب وكأنها من ولد العباية، وهي فرس حرّيّ بن ضمرة النهشلي، وهذا النسل معروف الى اليوم وتُسمى العُبَيَّات، الواحدة عُبَيَّة. والعبية: النصيب، وعند العامة عبّى الزرع إذا بذره كثيفا متدانياً. حوض حصلون: الحَصَل: ما يبقى على البيدر من الحبّ اذا نقي وعزل رديئه وهو الكناسة، الحَصَل: البلح قبل أن يشتد وتظهر تفاريقه، والحصيل: نبت. حوض مذبح الجاموسة: الجاموس ضرب من كبار البقر يكون داجناً ومنه أصناف وحشية (فارسية). حوض أبو القرصان: القارص: دويبة مثل البقّ، والقُرص والقرصة: قطعة من الخبز مبسوطة مستديرة، والقُرصان: لصوص البحر. حوض أم الرجم: الرجم: حجارة تنصب على القبر كعلامة. حوض المقبلة: المقبلة: اقبل الزرع ونحوه: أتى بغلّة كثيرة فهو مقبل وهي مقبلة (عامية)، واقبله الشيء: جعله يلي قُبالته اي تجاهه. حوض أم جمعة: الجُمعة: الاجتماع، الأُلفة المجموعة، الأسبوع، والجمعة: آخر أيام الأسبوع سمي بذلك لأنه يوم اجتماع المسلمين في المسجد. حوض تلعة رحيل: التعلة: ما ارتفع من الأرض وأشرف، رحيل: اسم. حوض أم علياء: العلياء: كل مكان مشرف، أو رأس الجيل، أو السماء. حوض أم القش: القشّ: ما صغر ودقّ من يبيس النبات، أو عيدان دقاق من قشر القصب والخيزران تقشش به الكراسي. والقش ما يكنس من المنازل وغيرها، أو الدلو الضخمة. حوض الخندق: حفير حول أسوار المدينة أو غيرها (فارسية). حوض الدير: الدير: بيت الرهبان. حوض أم العرايس: العرايس: جمع العروس، وهو الرجل والمرأة ما داما في عرسهما. حوض راس الجندي: الجندي واحد الجند وهم العسكر. حوض أبو ركبة: الركبة: الموصل ما بين الفخذين والساق”.
تَتَبّع الحدود
سأكمل بعض حديث الجغرافيا، قبل أن أتابع منمنمات تاريخ الفحيص، وأنا ما زالت جالسا مع الصديقين؛ عماد الداوود وعيسى صويص، اللذان استفاضا، بسرد مدونة حدود البلدة، قديما وحديثا، حيث أن “أهل الفحيص، هم قسيمين أهل البلقا، فقد سكنوا السلط في البداية، وتم تقسيم الموارس مع عشائر البلقاء، وحدود الفحيص كانت من وادي شعيب (بستان معاوية) غربا، على حدود جورة النحلة بين الفحيص والسلط، إلى السرو، إلى حدود صويلح، وإلى صافوط، أبو مرهف، أبو حارة، عين الأزرق، والجبيهة، وخلدا، وتلاع العلي، والشميساني، ودابوق، والهاشمية (الهيش)، والكرسي، والرباحية الشمالية والجنوبية، وإلى حدود البساتين وماحص”. أما الحدود الحديثة فهي على النحو التالي: “جهة الشرق حتى البكالوريا، ومن شمال شرق الحمر، الكمالية/ جسر صويلح، ومن الشمال أم الجمال، ومن الغرب حتى جورة النحلة وبدايات وادي شعيب/ القعرة، عين أم الاخرق، ومن جهة الجنوب ماحص”.
ويشير موقع الفحيص على شبكة الانترنت أنه “يحيط بالبلدة سلسلة جبال من الشمال والشرق، وسلسلة أخرى من الجنوب والجنوب الغربي، ويفصل بين السلسلتين مدخل ضيق من جهة الجنوب الشرقي. ومدخل البلدة الغربي أشد وعورة من المدخل الشرقي، فهو أشبه ما يكون بسفح قلعة منحدر نحو واد سحيق يسمى وادي الأكفش، الذي يضيق اتساعه في نهايته، ليصل الى بضعة أمتار، وينتهي إلى وادي الأزرق”.
الحراك الحضاري
أفتح دفاتر تاريخ بلدة الفحيص، أتصفح مخطوطات ماضيها، فأجدها حاضرة في كل العصور.. ندية، آمنة، ومهمة في موقعها، مع تميزها باكتفائها الذاتي، منذ القدم، كما أنها مشهورة باعتزازها الحقيقي بذاتها، منذ وعيها الأول على الحضارة، وقد بقيت محتفظة بهويتها النقية على مدى تلك الأزمنة .
أُقلّب الصفحات، فأجد ملامح الحراك الحضاري، والانساني، واضح في الفحيص، وله دلالات منذ العصر الحجري، حيث كان فيها تجمع سكاني، وكان الإنسان في هذه المنطقة قد بدأ بإقامة البيوت الحجرية، والكهوف، ثم بدأت الزراعة تنمو مع نمو السكان.
وموقع الفحيص الجغرافي ساعد على تطورها، وتقدمها السريع، فقد كانت تتوسط ثلاثة ممالك هي مملكة عمون، ومملكة حشبون، ومملكة جلعاد، إضافة إلى أنها من أهم تقاطعات الطرق، حيث تربط عمون بجلعاد، وعمون بفلسطين، مما جعلها تشهد عدة غزوات وصراعات دامية، حيث سكنها كل من الجبابرة والعمونيين واليونان والرومان الى أن استقر فيها العرب..
تلك بعض ملامح الفحيص النقية القلب، الصافية السريرة، والمتمسكة بتراب الأجداد فيها.
برج مراقبة
أقرأ في أحد فصول ذاكرتها، أن الرومان اهتموا بها، بعد أن رأوا فيها بلدة ذات موقع استراتيجي، كونها تقع على طريق القوافل من فيلادلفيا (عمان) إلى فلسطين، حيث تمر تلك القوافل في طريقها بالفحيص، وماحص، ثم وادي شعيب، والشونة، وأريحا، أو بالعكس في دربها المتجه الى عمان.. وكذلك الحال بالنسبة للقوافل المتجهة الى السلط.
وقد ساعد الفحيص في أن تأخذ هذه الأهمية، وفرة مياهها، وموقعها الذي يشرف على فلسطين، حتى بيسان، ثم عمان، وسهول مادبا.
كما أن الرومان، كانوا أذكياء حين وضعوا الفحيص على خارطة البلدات المهمة بالنسبة لهم،
ولم يهملوا المكان، بل عرفوا ميزات القوة، والإختلاف، والندرة، في البلدة، فقاموا باستعمال قلعة الفحيص كبرج مراقبة لحماية هذه القوافل، لأنها تشرف إشرافا فنيا كاملا على هذه الطرق، كما أنهم أقاموا أيضا محطة لفحص البضائع على عين نبع العلالي.
ولقد، أكد هذا الاستنتاج، أنه قد وجدت بعض المساكن على هذا النبع، وكذلك مواسير فخار مدهونة تحت الأرض لإيصال المياه الى هذه المنازل، واكتُشف، في الموقع، كنيسة صغيرة -أرضيتها فسيفساء- ومقبرة في شمال البلدة، كلها كانت مهيأة لتكون في خدمة موظفي هذه المحطة، على غرار المنازل التي أقيمت على نبع ماحص.
وأكثر الدلالات على عهد الرومان في المدينة هو فيما وجد من قطع العملة الرومانية، ومنها تلك التي تحمل شعار الاسكندر المقدوني، الذي هو عبارة عن نسر يوجد عند صدره ثقب صغير، وعليه كتابة رومانية. وقد عُثر، أيضا، على أنواع أخرى من العملة مختلفة عن شعار الإسكندر، وَوُجدت فيها مبعثرة على أرض الدير، بالإضافة الى خُبث الحديد، وقطع الفخار، وقطع الزجاج التي يعود صناعته الى العهد الروماني.
كل تلك المعالم، والآثار، تدل على ازدهار البلدة، وتطورها التجاري والصناعي، إضافة الى حساسية وعلوّ مركزها العسكري والجغرافي والأمني، مما جعل منها بلدة بمستوى مدينة تزدحم بالسكان، وتستقطب أكبر عدد ممكن من الغساسنة، للإقامة بها، وذلك بسبب الرخاء الاجتماعي والاقتصادي في الفحيص، إضافة إلى شهرتها في صناعة الحديد، والزجاج، والفخار، مع تقدمها وتميزها في المجال الزراعي. كل هذه الميزات مجتمعة خدمتها كثيرا في العهد الروماني، وجعلتها تكبر مساحة، وتزداد سكانا.
"السلام عليك يا مريم"
أمسك مسبحة ..
أشعر قداستها، ما ان تمس أصابعي، صدف ملامحها، وأعرف أنها من الفحيص، سلاما يضاف الى نقاء المقيمين هناك.
أحدق فيها، حدّ التماهي معها، حدّ التخلي عن مكاني والولوج في سراديب الغيبة في النقوش المزركشة عليها.
هل تعود الى العهد الصليبي، كما يقول الخبراء في النقوش، أم أنها بعض من وجداننا المتجدد، حتى وإن تكالبت على الكلمات السنوات؟
أمسك المسبحة..
تزداد القداسة عندي، فأحمل كل إرث الفحيص معي، وأقرأ ما كتب عليها، بخشوع، وقرب، وتماه مع الذي كتبها، وحملها، ونقش الكلمات عليها بأن “السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة النعمة.. الرب معك، مباركة أنت بالنساء، يا قديسة مريم..”.
الحمام الزاجل
تباركت يا “الفحيص”..
وليتعالى شأنك في كل العصور، وعلى مرّ الأزمنة.. أنظر إليك الآن، وأنت في عهد آخر، لكنك ما زلت متألقة فيه.
أنت الآن في عهد المماليك، أولئك الذين كان لهم حضور فيك، وعرفوا قدرك، فازدهرت في عهدهم، وتألق نجمك. ولعل قطع العملة المملوكية التي وجدت في غير مكان من الفحيص القديمة، تؤكد مدى رقي التجارة والصناعة والزراعة في هذه الحقبة من الزمن. ويضاف الى العملة أيضا قطع الفخار المملوكي المتناثر على اجزاء واسعة فوق الأرض، خامات الحديد الجاهز للصهر والموجود بكميات كبيرة، إضافة إلى الزجاج المصنوع بطريقة النفخ، كل ذلك يولد ثقة بأن الفحيص كانت في ذلك العصر من أكثر البلدات ازدهارا، وتقدما في حضارتها، حتى أنه قيل أن صناعتها هذه كانت تصدر عن طريق فلسطين إلى اوروبا عبر يافا وعكا.
عظيمة هي الفحيص..
وقد تنبه المماليك إلى فرادة موقعها، وإمكانية استثماره عسكريا، خاصة السلطان الظاهر بيبرس، الذي استعمل قلعة الدير كمحطة لنقل البريد بواسطة الحمام الزاجل، واستخدم مرتفعاتها العالية كمحطات إشارة لنقل إشارات تنقل العدو.
كل هذا يشير الى اهمية الفحيص في تلك الحقبة من الزمان، ويؤكد ارتفاع شأن البلدة، وعلو مقامها.