كنت وحدك مثقل بهمومك..وبؤسك زاد، حين خزنت الاستفهام، والدهشة، والحزن في صناديق عذابك، وحَمَلتها صليبا على كتفيك.. يا لهذا الشقاء البادي عليك!!***عاثر الخطى..أنت إرث الذي سرقت صناديق أمانيه، في غير موعدها.. ذوى، وما ابتدى!!منهك محيّاك.. والحبال التي تشد بها ما تبقى من طيف أحلام ماضيك، قد تعجز عن الصمود، والاحتمال!!وحدك من ينقل الحكايات، والقصص، وطيبة الأوفياء، والأصالة، والأمر بالمحبة، كل هذا وأكثر، بقي منه صندوقان فقط، فهل تحتمل أن توصلهما إلى بر الأمان.. هذا حال محال!!***القضية ليست في عروق يديك المتعبتين، ولا في الحبال الحائرة، أو الصناديق المتعبة.. المسألة أبعد من ردائك الموشح بعرقك، وأعمق من لهاث المعتقين، الذين مضوا، مثلك، وما وجدوا من يدلهم على درب يفضي إلى منفذ آمن، ينقذون من خلاله، صناديق الحلم، وأطياف الذاكرة، ونقوش التاريخ!!المعضلة أنك لست هنا الآن، وقد كنت وحدك.. دائما وحدك.. وحملت الإرث وحدك.. ومضيت.. أين اختفيت؟صورتك، هي ما تبقى منك.. أنت صورة نترحم عليها.. موحش أن يتقلص عمرك إلى مجرد صورة، فقط.. أما الصناديق، فلا أحد يدري ما حلّ بها، مربك أن يتبدد تعبك، وتضحيتك، إلى حالة غامضة: ربما أنت أوصلت الصناديق، وهي تنتظر من يفض معتق أسرارها.. ربما.. ولعل الحاقدون على الحلم، سرقوها، وزيّفوا ما كان بها.. ربما.. أو أن الأعداء، وقد يكون الأصدقاء، هم مذ تلك اللحظة التي تعرّق فيها جبينك، خدعوك، وموّهوا عليك الدرب، فتهت، وضاعت معك صناديقك، ولم يبقى منك سوى صورة، تخبّر عنك، ولكنها لا تبنىء عن أسرار الصناديق، ولا عن درب منتهاك..ربما!!